الاثنين، 2 أبريل 2012

البيت

لم يكن هناك من قناع يمكن أن يلغي الذاكرة المحملة بالخسارات. وما زاد من حيرتها عدم توفر أي مرآة في البيت الذي يُعاني مثلّها خيبة الصبر على شيء ما يُمكن أن يغير وضعه وحالتها.
في صباح اليوم نهضت متعطشة لجديد تستشعر قدومه. أبتسم البيت الذي لا يُعرف من قام بتشيّده ولا متى حدث ذلك ، ونظرت بغضب إليه كأنها فهمت معنى الابتسامة ثم قالت: لن يكون مجرد ساعي بريد يحمل فواتير الكهرباء.
وأردفت من الأفضل أن لا أتكلم مع بيت بلا مشاعر يعتقد أن كل الرجال الذين تركوني بسبب عدم قدرتي على الإنجاب، والحقيقة إن جميعهم كان أما يعاني عجزا، أو لم يكن مؤهلا لدور الفحولة.
أدركت أن كلامها الأخير أصابه بالغم حتى تحولت الرطوبة التي تحمّلها طوال سنوات وجوده إلى لوحة تحمل حزن كل من مرّ عليه.حاولت أن تعتذر لكن جرس الباب أحدث لديها وقعا أكبر.
كان ساعي البريد يحمل هذا اليوم إنذارا بإخلاء البيت قبل هدمه.